فن القيادة المدرسية


فن القيادة المدرسية


قيادة المدرسة:


القادة الحقيقيون يحدثون تغييرا فى المؤسسات والقادة العظام يخلقون التغيير فى الافراد .
والافراد هم فى موضع القلب من كل مؤسسة وبخاصة إذا كانت المؤسسة مدرسة ولا يمكن لمؤسسة ما ان تنمو وتزدهر الا من خلال تغيير الافراد أى تنشئتهم ووضعهم أمام التحديات ومساعدتهم فى النمو والتطور وخلق ثقافة يشعر فيها الجميع بالحاجةللتعلم  فالقيادة هي كل ما له صله بالعلاقات.
القادة يرفعون مستوى إنتاجية الجماعة لانهم يساعدون كل الفرد فيها ليصبح أكثر فاعلية .والقائد العظيم يجعل كل فرد فى الجماعة يسير نحو الافضل مهما كانت المهمة التى يقوم بها او الهدف الذي يسعي إليه.
فالقائد يبدأذلك من خلال تحديد الرؤية ولا يتوقف عندها.والقائد يصغى للاخرين,ويتفهمهم ويحفزهم  ويدعمهم ويتخذ القرارات الصعبة والقائد لايتوانى عن الثناء والمديح إذا سارت الامور على نحو حسن ويتحمل المسؤلية ويلتقط الشظايا إذا انهارت وتطمت الاشياء .فالقيادة هى كل ما له صله بالعلاقات.
القادة لايمارسون قيادتهم  من خلال إصدار الاوامر والقرارات .هم يحسنون التواصل ويكثرون منه,ويستمعون للاخرين .فالاصغاء لا يعنى التخلى عن المسؤلية أو العجز عن الاضطلاع بالدور القيادى .بل الاصغاء يعنى تجسيد اراء الاخرين ومواهبهم وطاقاتهم لتكوين رؤية واحدة.والقيادة فى بعض الاحيان واضحهوبينه لكنها ليست كذلك دوما.وكما قال دوايت ايزنهاور(القيادة هى فن جعل الاخر يفعل شيئا أنت تريدة ان ينجز لانه عو نفسه يريد ان يفعله) فالقادة الحقيقيون يستخرجون من الاخرين افضل ما لديهم .فالقيادة هى كل ما له صله بالعلاقات.
يميز الاكاديميون بين القيادة والادارة .فالقيادة فى نظرهم هى خلق الرؤية والتعامل مع الموظفين والحفاظ على المعايير .ربما لا يمارس بعض  القادة الادارة لكن لم تكن هذه تجربتي فالقادة الاقوياء الذين عرفتهم كانوا اقوياء لانهم استطاعوا ممارسة القيادة والادارة معا.أجل,القادة يخلقون الرؤية ويتعاملون مع فرقاء من خارج المؤسسة ويلهمون.لكن القادة يعملون أيضا علي تنفيذ الاستراتيجيات التى تجعل الرؤية واقعا ملموسا ويتعاملون  مع الموظفين ,ويتابعون القضايا والامور ليضمنوا فعل الاشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة .فالقيادة هى كل ما له صله بالعلاقات .

*دروس يتعلمها المرء بالطريقة الصعبة:

فيما يزيد عن ربع قرن من الزمان فى ادارة المدارس ومحاولا ان اكون قائدا تعلمت دروسا مؤلمة ولها قوتها .اربعة من هذه الدروس على وجه الخصوص تركت اثرها الدائم فى نفسي ولم تغادرنى لحظة واحدة وهى :
1-كن محتويا للجميع:نحن معا اكثر ذكاء من اى واحد فينا.
2-كن واضح البينة:هل هو قرارك ام قرارى  ام قرارنا معا؟
3-كن منصفا لنفسك وللاخرين:حاول ان تعرف الفرق بين التفوق والكمال.
4-كن شخصا يصنع فرقا:لماذا تريد ان تقود مدرسة؟

*قيادة المدارس غير الحكومية:

يتعامل مدراء المدارس الخاصة او المدارس ذات الامتياز الخاص او المدارس الخاضعة لادارة دينية مع التوترات ذاتها التى تتعامل معها المدارس الحكومية المماثلة لها.
قد تكون التسميات فيها مختلفة ,فبدلا من استخدامها لكلمة مدير المدرسة قد تستخدم كلمة الرئيس او المدير او المدير التنفيذى او رئيس المدرسة .ولكن مهما اختلفت التسميات تظل الاشياء التى تواجهها نفسها .والقضايا الخاصة بالمقاييس ليست باقل اهمية فى المدارس غير الحكومية .
الفرق الوحيد بينهما هو انخفاض مستوى التراتبية الهرمية فى الوظائف التى يستجيب لها قادة المدارس غير الحكومية .لكن هذا لا يعنى اطلاقا ان اسلوب الحكم والادارة فبها اكثر سهولة فالمدارس غير الحكومية لها عادة  مجالس إدارة يتراوح عدد اعضائها بين 12و25 عضوا.
وقادة المدارس غير الحكومية يعيشون أيضا بجرعة إضافية من الواقع الحقيقي إذ لا توجد درجة من المساءلة والمحاسبة أعلى من تلك الصادرة عن اباء الطلبة فى مطلع كل عام حول ما إذا كانوا سيواصلون تسجيل ابنائهم فى مدرسة معينة.
وعندما يدلى الاباء باصواتهم بغير الطريقة التقليدية ,فيأتون ثانية الى مدرسة أو لا يأتون ,فإن أفعالهم هذه تشكل تقييما عظيم القوة للمدرسة .ثم ,عندما يكون التعليم مدفوع الاجر فالنتيجة الحتمية لهذه الاموال المدفوعة توقعات عليا من جانب أهل الطلبة .وبالطبع فإن معظم المدارس غير الرسمية باستثناء المدارس ذات الامتياز الخاص قادرة على انتقاء طلبتها وتستطيع العمل بمرونة اكبر كثيرا من نظيراتها المدارس الحكومية .
ولعل الفارق الكبير بينهما هو ان لمعظم القادة فى المدارس غير الحكومية مسؤوليات إضافبة مثل التسويق وجمع التبرعات.




كتاب /فن القيادة المدرسية.
تأليف/توماس ر0هور
ترجمة:وليد شحادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق