تعرف على مفهوم الجودة الشاملة وتطوره
مفهوم الجودة الشاملة:
تعرف الجودة فى اللغة
بانها جاد الشئ,,وجودة, جودة ,اي صار جيدا وهي نقيض الردئ .
اما فى الاصطلاح فإن
كثيرا من المنظمات فى العالم أخذت بهذا المصطلح واستخدمته حتى أصبح شعارا لها تعمل
به للوصول الى جودة الحياة وتبعا لانتشاره فى مختلف دول العالم فقد تعددت تعريفاته
ومفهوماته وهنا نستعرض أهم هذه التعريفات :
فقد عرفتها مؤسسة
كوبرز وليبراند بأنها:
إندماج ومساهمة كل
فرد يعمل بالمنظمة فى المراقبة والتطوير والتحسين المستمر لكيفية أداء العمل من
أجل الوفاء بتوقعات العميل لمستوى الجودة فالتنظيمات التى تتبنى أسلوب إدارة
الجودة الشاملة هى تنظيمات متحركة تستخدم التخطيط الاستراتيجى لتعد نفسها للمستقبل
وهى منظمات تتصف بالمرونة من أجل أن تستجيب للتغيرات فى الطلب وفى البيئة وباختصار
فهو أسلوب مناسب بدرجة كبيرة فى عالم يتصف بالتغيير المستمر حتى إن الثابت الوحيد
هو التغيير.
وثمة تعريفات أخرى
للجودة الشاملة غير هذا التعريف أوردها الحداد وهى :
1-يرى كونيل أنها
:المتانة والاداء المتميز للمنتج.
2-يري بكر أبو
زيد:أنها المتانه والاداء المتميز للمنتج.
3-عرفها المكتب
القومى للتنمية الاقتصادية فى بريطانيا بأنها :الوفاء بمتطلبات السوق من حيث
التصميم الاداء الجيد وخدمات ما بعد البيع.
4-أما المعهد
الامريكى للمعايير فقد عرفها بأنها:جملة السمات والخصائص للمنتج أو الخدمة التى
تجعلها قادرة على الوفاء لاحتياجات معينة.
5-ويتعدى مفهوم
الجودة الشاملة جودة المنتج نفسه لدى وليم وهاريت :ليشمل عندهما أيضا جودة الخدمات
,وجودة الاتصال وجودة المعلومات ,وجودة الاجراءات ,وجودة الاشراف ,والادارة ,وجودة
المنظمة كلها .
6-إن الجودة الشاملة
أسلوب للقيام بالاعمال لتعظيم القدرة التنافسية للمنظمة من خلال التحسين المستمر
لجودة منتجاتها وخدماتها وأشخاصها وعملياتها وبيئاتها من خلال دمج أساليب الادارة
الاساسية وجهود التحسين الموجودة والادوات الفنية فى أسلوب منضبط يركز على التحسين
المستمر للعملية المتمثلة فى بلوغ الرضا للعميل من خلال نظام متكامل للادوات
والاساليب والتدريب.
7-وتعرف إدارة الجودة
الشاملة بأنها تقدم حلما معسول الكلمات وصعب التحقيق يعد بتقديم منتجات وخدمات
تفوق ما لدى المنافسين واكثر اعتمادية مع إمكانية التنبؤ بتحقيق هذا التفوق
والنتيجة الحتمية لذلك هى:مبيعات أكثر ومشكلات أقل ووقت ضائع أقل ومواد مهدرة أقل
وعائدات أكبر وربحية أكثر وموظفين أكثر شعورا بالسعادة.
8-عرفتها المنظمة
الدولية للتوحيد والقياس بأنها:
تكامل الخصائص
والمعالم المرتبطة بمنتج أو خدمة ما بما يؤدى إلي تلبية احتياجات ومتطلبات محددة
من قبل بدقة.
9-وعرفها برشرمان
بأنها درجة واتجاهات التباين بين توقعات العميل وإدراكاته للخدمه .
10-وعرفها لويس وبومز
بأنها :معيار لدرجة تطابق الاداء الفعلى للخدمة مع توقعات العملاء .
11 –وعرفها الجضعى
بانها :مجموعة من العمليات قوامها التزام القيادة بايجاد المناخ المفعم بالثقة
والداعم للعمل التعاونى ومنح العاملين مساحة عريضة من المشاركة بما يكفل الابداع
والتحسين المستمر للمنتجات والخدمات الملبية لتوقعات العملاء الداخليين والخارجيين
.
12-استعرض بومدين يوسف
عدة تعريفات أهمها أن الجودة هى الملاءمة للغرض او الاستعمال وانها دقة متوقعة
تناسب السوق بتكلفة منخفضة بمعنى مطابقة الاحتياجات وانها قدرة المنتج على تلبية حاجات
المستعملين بأقل تكلفة .
إن التعريفات السابقة
تظهر اختلافا واضحا فى تعريف الجودة .وإن كانت جميعها تدور حول المعنى نفسه
وتتناول ثلاثة اشياء أساسية :
الادارة :وهى القدرة
على التأثير فى الاخرين لبلوغ الاهداف المرغوبة.
الجودة:وتعنى الوفاء
بمتطلبات العميل وتجاوزها .
الشاملة:وتعنى ان
تشمل الجودة كل جانب من جوانب العمل.
أما تعريف خالد
العصيمى فهو أن إدارة الجودة الشاملة نظام إدارى يقوم على عدد من الاسس والمتطلبات
المتمثلة فى الوعى بفلسفة الجودة الشاملة ومفهومها واقتناع القيادة والتزامها
بتطبيقها من خلال القيام بعمليات المشاركة والتخطيط الاستراتيجى والتركيز على
العملاء الداخليين والخارجيين والتحسين المستمر للاداء والخدمات والمنتجات المقدمة
وتحديد معايير القياس وتحليل المهام ومنع الاخطاء قبل وقوعها وتقديم التحفيز
اللازم للعاملين وتوفير التدريب المناسب لهم .
النظرة
الدينية للجودة:
حرص الاسلام على
تعميق مفهوم الجودة عبر تركيزة على مفهوم الاتقان فى العمل الذي يؤجر عليه المسلم
فقال الله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
وكذلك حض الرسول صلى
اللع عليه وسلم على الاتقان فى العمل وتجويدة فقال ص(إن الله يحب إذا عمل أحدكم
عملا أن يتقنه).
تطور
مفهوم الجودة الشاملة:
ابتداء من فريدريك تايلور وصياغته نظريته العملية التى ركزت على العمل
وتحسين ادائه وكذلك ماكس ويبر الذى وضع نظرية البيروقراطية ثم بروز نظرية العلاقات
الانسانية التى وضعها التون مايو وزملاؤه والتى ربطت بين الانتاجية والروح
المعنوية للعاملين وطبيعة العلاقات المتبادلة بينهم وبين المديرين فان مفهوم
الجودة الشاملة تطور تطورا تراكميا كبيرا من أجل تحسين الانتاجية والنهوض بها
وتطويرها.
كذلك ساهم العلماء
اليبانيون بفاعلية فى تحديد نمازج إدارة الجودة الشاملة وتطوير تطبيقاتها مع
نظرائهم الامريكيين .
يعود الفضل فى تأسيس
مفهوم الادارة الجودة الشاملة الى الامريكى إدوارد ديمنج الذى تبنت مؤسسات كثيرة
فى اليابان افكارة ومفاهيمه وطبقوها .وفى الستينات والسبعينات بدأ ف.جروسبى بتطبيق
إدارة الجودة الشاملة فى الولايات المتحدة
الامريكية واطلق على نظرياته نظريه حركة الخطأ الصفري او نظرية الزد وفى
الثمانيات شكلت اراء ديمنج وجروسبى وجوران نظريات عميقة انتشرت تطبيقاتها فى مختلف
انحاء العالم.
ويرصد الدكتور بومدين
اربعة مراحل تاريخية لتطور إدارة الجودة الشاملة هى:
1-مرحلة الفحص فى
بداية القرن العشرين:
وهى المرحلة التى
بدأت فيها الادارة العلمية للعمل للرفع من مستوى الكفاءة الانتاجية داخل المؤسسة
وانقسمت فيها الجودة بين العامل والمفتش .
2- مرحلة مراقبة الجودة ( 1930-1950):
صارت الجودة فى هذة
المرحلة تهدف الى تقليل نسبة العيب فى المنتجات مستخدمة تطبيق الاساليب الاحصائية فى ضبط الجودة لاداء
انشطة الجودة والتحقق من مطابقة المنتج
لمقياس الجودة .
ويلحظ ان مراقبة
الجودة قد غدت اكثر تقدما من الفحص : الا ان التقدم فى ادارة الجودة جعل مراقبة
الجودة غير كافى بل وغير ملائمة لوحدها لتحقيق التحسين المستمر .
3- مرحلة تأكيد الجودة (1950-1970):
كان اهتمام تاكيد
الجودة كمدخل من مداخل ادارة الجودة اكثر بعدا وعمقا فلاول مرة يقدم هذا المدخل مفهوم التكامل
والتنسيق بين برامج الادارة كما يؤكد ان المستويات الادارية كافة لابد ان تشارك فى
تخطيط الجودة ومراقبتها وفى هذة المرحلة تم الانتقال من جودة المنتج الى جودة
النظام واساسة منع وقوع الخطا.
4- مرحلة
ادارة الجودة الشاملة (1970- حتى الان):
وفيها اصبحت ادارة
الجودة الشاملة نظاما شاملا للقيادة والتشغيل تعتمد على مشاركة جميع العاملين
والزبائن الموردين ويهدف الى التحسين المستمر للجودة والاداء على الامد البعيد .
كذلك صارت ادارة
الجودة من الاتجاهات الحديثة فى الادارة
وتقوم فلسفتها على مجموعة من المبادئ التى يمكن تبنيها من اجل الوصول الى افضل
اداء ممكن فهى فلسفة ادارية ومدخل استراتيجى ووسيلة لادارة التغيير تهدف الى نقل
المنظمات العاصرة من انماط التفكير التقليدية لمختلف اوجة المنظمة الى انماط تفكير
وممارسات تتلائم مع البيئة والمتطلبات المعاصرة كما تؤكد على مشاركة العنصر البشرى
بتحريك مواهبهم وقدراتهم بهدف التحسين المستمر .
وهنا يلحظ على هذه
المراحل الاربع انها لم تستبعد سابقتها ولكنها استندت اليها وفق منظور اوسع وأعمق
وأشمل.
وقد كان فيصل الحداد
أكثر تحديدا فى حديثه عن تطور مفهوم إدارة الجودة الشاملة وقسمها الى مراحل ايضا.
كتاب
/إدارة الجودة الشاملة .
ل/محمد
بن عبد العزيز الراشد.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق