نظرا لأهمية الأسرة فى بناء المجتمع نتعرف معا على الأرشاد الأسرى وأهميته للأسرة
الارشاد الاسرى:
الارشاد الاسرى يدل
على ان اعتبار الاسرة وحدة العمل الارشادي وليس الفرد بمعنى ان المرشد يتعامل مع
الاسرة .وتتركز مهمة المرشد فى تغيير العلاقات بين افراد الاسرة المضطربة بحيث
يختفى السلوك المضطرب عن طريق توثيق العلاقات بين افراد الاسرة وتحقيق توافق افضل
لكل فرد من افراد الاسرة بما في ذلك المسترشد المقصود اصلا بالارشاد.
ويجب هنا ان نتعرف
علي مفهومين هامين هما مفهوم الاسره ومفهوم الاسرة المضطربة:
اولا
الاسرة:
الاسرة وحده اجتماعيه
يقوم فيها الناس عن طريق الاختيار المتبادل بمحاوله اشباع حاجاتهم المتمثله في
الحاجة البيولوجية والامن والانتماء وتقدير الذات وتحقيقها وهذه الحاجات وضعها
ماسلو في مدرجه وانا اضيف عليها الخلاصه
من اشباع الحاجات الا وهي السعادة في الدنيا والاخرة.
-وتتكون الاسرة
بنائيا من الاب والام والاولاد وتتكون وظيفيا من نمط من العلاقات تحكم كيان الاسرة
وتضمن استمرارها وتوافقها .وهى اقوى الجماعات تأثيرا فى تكوين شخصية الفرد وتوجيه
سلوكه,والحياه الاسرية تؤثر فى التوافق النفسي ايجابا وسلبا حسب نوع التجارب
والخبرات الاسرية .وتقوم الاسرة على الزواج ومن هنا يقترب الارشاد الزواجى من الارشاد الاسرى ويجمع بينهما احيانا .
والفرق بين الارشاد
الاسرى والزواجى هو ان الزواجى يهتم بالزوجين فقط بينما الاسرى بهتم بالاسرة
باكملها. ونجد ان مشكلات الاولاد او الاباء ما هى الا عينة من مشكلات الاسرة ونتاج
اضطراب اسرى شامل.
ثانيا
الاسرة المضطربة:
عدم قدرة افراد
الاسرة علي الوصول الى الاهداف او عدم القدرة فى اشباع الحاجات .ومن مظاهر اضطراب
الاسرة مشكلات الخلافات الوالدية ومشكلة التدخل الخارجى فى شؤن الاسرة ,حيث اكد
الباحثون ان من اسباب المشكلات الاسرية اقحام الاباء انفسهم فى شؤن حياه ابنائهم.
الخدمات الارشادية
للاسرة:
-المساعدة فى توعية افراد الاسرة عن طبيعة الحياة الاسرية وشروط نجاحها
والواجبات والمسؤليات الملقاة على عاتق كل فرد.
-المساعدة فى حل
الخلافات الاسرية وازالة اسباب الاختلاف والعمل على تقريب وجهات النظر وزيادة
الفهم والقبل مما يزيد من التماسك الاسرى.
-ان تغيير السلوك هو
لب الارشاد.
-مع استمرار نمو
الاطفال فإنه ينبغى ان نراعى الفروق الفردية ,وتصبح الخصوصية للاولاد امرا ضروريا
لنمو الشخصية .وهنا نراعى بعض الجوانب مثل عدم قراءة الخطابات الخاصة وضرورة طرق
الباب قبل دخول غرفة الاخر والتعدى على هذه الجوانب يمثل قضايا داخل الاسرة.
-ومما يلاحظ فى نمو
الابناء انهم لا يتطورون بسرعة واحدة من الناحية البدنية او الذهنية او الانفعالية,فلكل
فرد ولكل جانب من الجوانب تفردة .وهنا تنشأ بعض المشكلات حول المساواة
فى المميزات.
-فى العلاج الاسرى
,المعالج ينظر الى انماط السلوك فى الاسرة باعتبارها اليات لتوازن المنظومة اكثر
من كونها خصائص فردية لافراد الاسرة .فعلى سبيل المثال فإن التعامل مع حالة فرد
مدمن للمخدرات من وجهه نظر العلاج الاسرى لا يركز على الفرد بقدر تركيزة على
منظومة الاسرة كلها وبحث الجوانب التى ادت
بالفرد الى هذا السلوك وبذلك يكون الهدف من العلاج الاسرى هو ايجاد نوع من التوازن
الجديد او طريقة جديدة للعلاقات داخل الاسرة .وقد تقاوم الاسرة فى تغيير بعض
العلاقات لكن المرشد الماهر هو الذى يستطيع ان يغير وجهه نظر الاسرة (فى حصر
المشكلة فى فرد واحد)الى وجهه نظره(ان الامر متعلق بعلاقات الاسرة كلها).رغم انة
صحيح ان المرشد يحاول تغيير الفرد صاحب المشكلة ولكن بشكل غير مباشر عن طريق تغيير
تركيب نسيج العلاقات فى الاسرة.
-لايمثل الاهتمام
بتاريخ اضطراب الاسرة والتشخيص فى الارشاد الاسرى جانبا اساسيا ولايمثل نفس الاهمية
التى يلقاها فى الطرق التقليدية للعلاج النفسي.
خطوات
الارشاد الاسرى:
المقابلة
الاولى:
تعتبر هذه الجلسة اهم
جلسات الارشاد لانها تحدد مسار الارشاد ,وبصفة خاصة فإنها تحدد من الذى يحكم
العملية .ولانها تتصل بمسألة التعاقد الارشادى .ويجب ان يحدد بوضوح المقصود
بالارشاد الاسرى وكذلك اهدافه ويمكن تحديد هدفين من هذه المقابلة هما
-نعيد تسمية المشكلة
.
-والثانى ان نشرك
الاسرة فى الارشاد .ويكون الارشاد فى هذه المقابلة الاولى على شكل خطوات او مواقف
ومنها:
*التهيئة:
يطلق علي هذه المرحلة
التسخين وفيها يسمح المرشد لافراد الاسرة الذين يدخلون الى الغرفة التى يجلس فيها
ان يجلسوا حيث يشاءون ,وينبغى على المرشد ان يجهز عدد من المقاعد تزيد على عدد
الحاضرين مع اعطائهم الفرصة لحرية الجلوس. ويعتبر هذا اول اتصال حيوى مع الاسرة ومع
كيفية تنظيمهم لانفسهم حيث تعرف من هذا الترتيب الكثير من علاقاتهم بعضهم
البعض,وكيف يشعرون اتجاه المرشد فى علاقته بالاسرة والى أى درجة ستنجح العملية
الارشادية .
فى هذه المقابلة يتم
التعرف علي كيف توزع الاسرة نفسها؟هل يجلس الابوين بجوار بعضهما البعض؟هل يجلس احد
الاطفال بينهما ؟هل يبعد احد الافراد مقعدة ويجلس بعيدا عن الاخرين ؟هل تجلس
البنات قريبا من بعضهن ؟والبنين كذلك؟ان هذه الكيفيات التى يجلس بها افراد الاسرة
فى تجمعهم تعطى المرشد صورة للمشكلات والترابطات والانشقاقات الموجودة فى الاسرة.
وفي المعتاد فإن احد
الوالدين يعرض احد ابنائه على انه هو المشكلة ,وبذلك يصبح هذا الفرد المعروف انه
مريض.يبدأالمرشد بالترحيب بالاسرة ثم يقدم نفسه للاخرين .ان الاجتماع الاول يكون عبارة عن مرحلة الاعداد
اوالتسخين وهذه المرحلة هامة لسببين .
الاول انها تظهر
شخصية المرشد
الثانى انها تقول
بشكل غير مباشر ان مشكلة الاسرة ليست هى القضية او الحقيقة الوحيدة فى حياه
الاسرة.
كما لها اهمية لان
المرشد هو فى الواقع شخص خارجى بالنسبة للاسرة وهو خاضع لحكم الاسرة عليه فيما اذا
كان يسمح له ان يشترك معها اى ان يكون ضمن حدودها .وعليه مواءمته لذاته مع ظروف
الاسرة تمكنه من ان ينضم لمنظومتها.
*إعادة
تسمية المشكلة:
تبدأالمرحلة الثانية
هذه بعد ان يكون قد قابل كل افراد الاسرة .وفى هذه المرحلة يبدأ المرشد بان يقول للاب ماذا يمكن ان اقدمه
لكم؟مثل هذه العبارة او التساؤل يدفع الوالد الى ان يحدد طلبه فى صورة معينه كأن
يحدد شخص ما او مشاعر معينه او سلوك معين على ان يمثل مشكلة الاسرة ,لانه بعض
افراد الاسرة قد لا يوافقون على ما قرره الوالد حول المشكلة ,وبدلا من ان يعلق
المرشد بشكل مباشر فانه يمكن ان يلخص هذه المرحلة بقولة :
يبدو ان وجهات نظركم
مختلفة بعض الشئ حول ماهية المشكلة القائمه فى الاسرة .فتبدأالخطوة الثانية فتكون
اعادة لتسمية المشكلة .وباتباع هذه الاسلوب فإن المرشد يتفادى الخلاف مع افراد
الاسرة حول ما هى المشكلة الحقيقية .
*الحاجة
للتغيير:
تبدأ هذه المرحلة
بسؤال يوجهه المرشد عن الحلول التى تمت محاولتها فى الماضي فى التعامل مع الامها
,وهذه القضية تدفع الاسرة للتركيز على التغيير .وقد يوجه المرشدالسؤال التالى:
ماذا فعلتم حول هذه
المشكلة ؟او هل فعلتم شيئا إزاءهذه المشكلة ؟وتفيد هذه الاسئلة لتعزيز وعى الاسرة
بعدم قدرتها على :الوصول الى اساليب ناجحه
للتعامل مع المشكلة .
الاشارة الى انه لا
يوجد شئ بناء تم عمله بالنسبة للمشكلة حتى الان.وبذلك يمكن التركيز على الحاجة الى
جهود او محاولات جديدة لحل المشكلة اوتنمية اساليب جديدة للحل.وبهذة الصورة فإن
المشكلة تختصر الى سلوك وتبقى فى حدود الاسرة .ورغم اختلاف الاساليب فى الارشاد
الاسرى فإنها تشترك فى ان المرشد يخبر الاسرة
ان كل فرد فيها جزء من عملية الارشاد وان اى مشكلة لاينظر اليها اطلاقاعلى
انها خاصية شخصية لهذا الفرد .فالتغيير فى اطار الارشاد الاسرى يبدأ بنقله من
الطريقة التى تنظر بها الاسرة للمشكلة الى الطريقة التى يرى المرشد هذه المشكلة .فى بعض الحالات مثل
حالة إدمان المخدرات ,قد يكون الفرد صاحب المشكلة الذى عرف على انه المدمن او
الجانح هو فى الواقع ضحية للاسرة أكثر من كونه ضحيه لتصرفاته.
--إعادة التمثيل:
اي يطبق موضوع
المشكلة فى الجلسة مثلا إذا كانت المشكلة هى عدم قدرة الاب والابن الحديث مع
بعضهما فإن المرشد بدلا من ان يطلب إعطاء
مثال لذلك ,فإنه يطلب منهما ان يتحدثا معا فى الجلية الارشادية .والميزة الواضحة
فى هذه الطريقة هى ان المرشد يمكنه ان يتأكد بنفسه مما يجرى فى الاسرة بدلا من ان يعتمد
على التقارير او العرض وحده .ويعتبر هذا الاسلوب من الاساليب الفعالة.
ويوصى كل واحد منهما
الاولاد ببر الاخر ,بدلا من التحريش وايغار الصدور وتبادل التهم وتأليب الاولاد
,فإن ذلك كله يؤثر على استقرار الاولاد نفسيا واجتماعيا.
كتاب /أسس
التوجية والارشاد النفسي.
اعداد وتأليف/عبد
الحميد بن احمد النعيم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق