مفهوم استراتيجيات التعلم :
تفترض
النظريات المعرفية أن التلميذ يقوم بدور فاعل في عملية التعلم ، وأن التلاميذ بشكل
عام يقومون بتوظيف طرق معينة تساعدهم على اكتساب المعلومات والحفاظ عليها مدة
طويلة واسترجاعها عند الحاجة. فاستخدام الطرق التي تعين التلميذ على التعلم
والتحكم في سلوكه والتعديل في المفاهيم دليل على أن التلميذ قد تعلم كيف يتعلم
وهذا هو محط اهتمام استراتيجيات التعلم التي ينادي عدد من الباحثين بتدريب
التلاميذ Wolgemuthm,
Cobb & Alwell, 2008 ، فهي تبحث في كيفية تعلم التلميذ بدلاً من
ماذا يتعلم ، وقد اتضح للعلماء والتربويين المطبقين في مجال صعوبات التعلم أن
التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم يختلفون في هذه الناحية عن التلاميذ الذي لا
يواجهون مشكلة في اكتساب المعلومات وتعلم المهارات ، فإدراك الباحثين لهذه الظاهرة
دعاهم إلى محاولة التعرف على كيفية تزويدهم باستراتيجيات التعلم Swanson
& Cooney 1991, Meese 1994 .
فاستراتيجيات
التعلم طرق مخططة ذات سمات واضحة يستخدمها التلميذ لتكون عوناً على الاكتساب
الفاعل للمعلومات والمهارات ، فهي تساعد التلميذ على التحكم في عملياته الفكرية
وتوجيهها نحو متطلبات التعلم ومراقبة ما يجري أثناء التعلم لمعرفة مدى سيره في
الاتجاه الصحيح وإجراء التعديلات اللازمة على سلوك التعلم ، وكذلك في تقييم العمل
بعد الانتهاء منه لمعرفة مدى تحقيقه للهدف Wont 1991,
Lerner 1997, Gearhenrt & Gearheart 1989 .
وقد
أدى ظهور النظريات المعرفية إلى البحث في تفكير التلميذ أثناء التعلم ومحاولة
إيجاد الأساليب التي ترفع من مستوى التعلم لدى التلاميذ وخاصة تلك التي تهتم
بالذاكرة ، ثم أخذ مفهوم التدخل المعرفي يتوسع من حيث التطبيق ليشمل النواحي
الأكاديمية وخاصة القراءة. وقد لاحظ العلماء أن هناك فروقاً واضحة بين التلاميذ
الماهرين في القراءة وأولئك الذين يجدون صعوبة بها من حيث استخدامهم للمهارات فوق
المعرفية ( الوعي بمتطلبات الفهم والقدرة على التحكم في السلوك ). وقد أدى ذلك
الاكتشاف إلى التوسع في مفهوم فشل التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم في القراءة ،
فلم يعد العجز في عملية أو أكثر من العمليات الفكرية هو السبب الأساسي وراء صعوبات
التعلم في القراءة ، بل ربما أن المشكلة ذات علاقة باستراتيجيات التعلم Torgesen
1993 ، ولقد قاد هذا الاتجاه إلى شمولية النظرة
نحو طبيعة صعوبات التعلم وبالتالي توسيع نطاق طرق التدريس لتشمل تدريس التلاميذ
استراتيجيات تفيدهم في الحصول على المعلومات وتعلم المهارات.
فمنذ
منتصف السبعينات الميلادية من القرن العشرين حتى الآن أحرز العلماء تقدماً كبيراً
في الوقوف على طبيعة تعلم التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم. فلعل الفرق بين تفسير
1989 Swanson و 1977 Torgesem لطبيعة صعوبات التعلم دليل على التقدم
العلمي في هذا المضمار. ففي حين خلص Torgesen
إلى أن التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم غير نشيطين في عملية التعلم ، توصل Swanson
إلى أن هؤلاء التلاميذ نشيطون في عملية التعلم ولكن بطريقة غير فاعلة ، وهذا بحد
ذاته يضيف بُعداً علمياً جديداً لمفهوم صعوبات التعلم ، وتوالت البحوث التي تدرس
مدى استخدام التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم لاستراتيجيات التعلم المعرفية وفوق
المعرفية حتى أصبح واضحاً لدى العلماء ، بما لا يقبل الشك ، أن هؤلاء التلاميذ لا
يستفيدون الاستفادة الفاعلة من تلك الاستراتيجيات Meltzer 1993
ويؤكد 1993 Swansmo أن تدريب التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم
على الاستخدام الفاعل للاستراتيجيات هدف تربوي مهم ، وأن هذه الأهمية نتبع من
نتائج الدراسات المتواترة التي تبين أن معالجاتهم للمعلومات لا تصل إلى مستوى
قدراتهم الكامنة على التعلم ، بل قد لا تقرب منها. كما أن مما يرفع من أهمية هذا
الهدف أن تدريس الاستراتيجيات للتلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم سيقود – بإذن الله
– إلى حياة مرضية داخل وخارج المدرسة للأطفال والشباب والبالغين Torgesen
1993 .
أنواع استراتيجيات التعلم :
لاستراتيجيات
التعلم فرعان أساسيان هما الاستراتيجيات المعرفية والاستراتيجيات فوق المعرفية.
فالاستراتيجيات المعرفية هي الإجراء الذي يقوم به التلميذ ليتعلم المفاهيم أو
يتذكر المعلومات ، أما الاستراتيجيات فوق المعرفية فهي مفهوم مجرد يشير إلى وعي
المتعلم بالاستراتيجيات المعرفية اللازمة للتعلم وقدرته على التحكم في ذاته وإدارة
عملياته الفكرية ، ويشمل ذلك المراقبة النشطة وما يترتب عليها من تعديل وتنظيم
لعملية التعلم ، ومعرفة العمليات الفكرية التي تسبق أو تلحق القيام بالمهمة فتمكن
التلميذ من التنبؤ بالإداء قبل وأثناء العمل وتقييمه أثناء القيام به وبعد
الانتهاء منه Garret, Mazzocco & Bader, 2006
فوعي التلميذ بتفكيره وما يؤثر عليه ومتطلبات كل عمل يريد القيام به. ومدى جودة
نتائج ذلك العمل من أهم سمات القدرات فوق المعرفية .
وللوعي
بالتفكير متطلبات من أهمها الوعي بالمتغيرات التي تؤثر على التعلم مثل متغيرات
المهمة ومتغيرات الاستراتيجيات اللازمة للتعلم والمتغيرات الشخصية. فالتلميذ
الواعي بمتطلبات العلم يعرف أن المتطلبات تختلف باختلاف المهارة المطلوب تعلمها .
فنوع
المهارة يحدد نوع ودرجة المتطلبات الفكرية اللازمة للقيام بها ، كأن يعي التلميذ
أن متطلبات حفظ النص تختلف عن متطلبات فهمه وبالتالي تختلف المعالجات المطلوبة
وعليه تختلف طريقة الاستذكار ، فالوعي بهذه الحقيقة يجعل التلميذ يوظف
الإستراتيجيه اللازمة للتعلم كالمعرفية وفوق المعرفية ، فعلى التلميذ أن يعين بأن
الإستراتيجية المعرفية إجراء يوصله إلى الهدف ، فالتلخيص مثلاً يساعدع على فهم ما
يقرأ ، وكذلك عليه أن يعي أن مراقبته لذاته واختبار مدى فهمه يساعده على تطبيق
الإستراتيجية بفاعلية كأن يسأل ذاته عما إذا كان قد قام بالتلخيص بالشكل المطلوب Flavell
1987 .
وللإستراتيجيات
فوق المعرفية مكونات أساسية هي الوعي ، والتخطيط ، والمراقبة ، والاختبار ،
والتعديل ، والتقييم ، ففي مرحلة الوعي يدرك التلميذ أنه لا بد من إجراءات معينة
حتى يحدث التعلم ، أما في مرحلة التخطيط فيعد التلميذ تفكيره لما سيقوم به ، فهو
يضع أمامه الهدف ، وكيف سيصل إليه ، بينما تهتم المراقبة بمتابعة سير العملية
الفكرية الداخلة في التعلم ، ومعرفة ما يجري من فهم أو أفكار ، فالمراقبة بمثابة
الإدارة العامة للمؤسسة فهي تعرف مهام الأقسام ، وكيف يجب أن تنفذ ومدى تنفيذها.
أما
الاختبار فيمكن أن يتم عن طريق طرح سؤال في أي مرحلة من مراحل التعلم لمعرفة مدى
الفهم أو المعرفة ، هذا ويتمثل التعديل في إجراء تغيير على طريقة التعلم إذا لزم
الأمر ، في حين أن التقييم يهتم بالحكم على الأداء من حيث كميته ونوعيته ومدى قربه
من الهدف Wong
1991 .
الخصوصية والعموم في الاستخدام :
للاستراتيجيات
ثلاثة أنواع من حيث الخصوصية والعمومية في الاستخدام ، وهذه الأنواع هي : Gearheart
@ Gearheart 1989 .
1-
الاستخدام الخاص ، ويشمل استخدام الاستراتيجيات للإجراءات التي لا يمكن تعميمها
على مهارات أخرى مثل كيفية الاستلاف أثناء عملية الطرح ، وكيفية خطوات القسمة ،
وتكون كلمات من حروف متفرقة ونحوها .
2-
الاستخدام العام ، ويشمل استخدام الإستراتيجية في أوضاع مختلفة كالمدرسة والمنزل
ومواقف مختلفة كحل المشكلات وتقييم الأداء ، وتمييز بأنه يمكن تعميمها .
3-
الاستخدام المرتبط بمهارات معينة ، ولكن لا يمكن تعميمه مطلقاً كحفظ المعلومات
والمقارنة ، وتدوين الملاحظات .
استخدام الاستراتيجيات في التدريس :
رغم
أن تدريس الاستراتيجيات للتلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم يعتبر حديثاً إلاّ أنه
يحتل مكانة كبيرة في برامج صعوبات التعلم وخاصة في المراحل المتقدمة من الدراسة
كالمتوسطة والثانوية ، ويعلل المؤيدون لهذه التوجه ضرورة إدخال التدريس
الاستراتيجي ضمن مناهج تدريس التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم بما يلي :
Swansom
1993, Gearheart & Gearheart 1989 .
1-
تنمو الإستراتيجية مع النمو الفكري للتلاميذ ، فالتلاميذ في المراحل المتقدمة أكثر
فاعلية في استخدام الاستراتيجيات .
2-
تنمية استخدام الاستراتيجيات لدى التلاميذ ستجعلهم أكثر فاعلية في التعلم ، وأكثر
قدرة على مواجهة مواقف التعلم الجديدة وتنوع متطلباته .
3-
عندما يتعلم التلميذ كيف يستخدم الاستراتيجيات في التعلم يصبح مسؤلاً عن علمه ،
وأقل اعتماداً على غيره في اكتساب المعلومات والمهارات.
ويؤكد
Wolgemuth
وزملاؤه 2008 على ضرورة تدريب التلاميذ على استراتيجيات التعلم فنجحاهم في التعليم
العام يعتمد بشكل كبير على قدراتهم على التعلم الاستراتيجي .
فبناء
على تلك المبررات وذلك التأكيد وضع العلماء الاستراتيجيات تساعد التلاميذ على
التعامل الفاعل مع متطلبات المنهاج المدرسي المختلفة كفهم المواد التي تحتاج إلى
قراءة وحفظ النصوص التي تحتاج إلى الحفظ وكذلك كتابة التعبير التحريري وحل المسائل
الرياضية وغيرها Deshler et al. 1996 . وتجدر الإشارة إلى أن كل باب من أبواب طرق
تدريس المواد الأكاديمية في هذا الكتاب يحتوي على عدد من الاستراتيجيات الملائمة
لموضوع الباب .
خصائص الاستراتيجيات الفاعلة :
يرى
Deshler
وزملائه 1996 أن للاستراتيجية الفاعلة خصائص معينة يتصف
بها كل من محتوى الإستراتيجية وتصميمها وفائدتها ، وقد ذكروا تلك الخصائص في
النقاط التالية :
1-
المحتوى :
ويقصد به مدى جودة وصف عملية مواجهة متطلبات وضع معين بما في ذلك السلوك الفكري
والبدني ، ويمكن تحقيق ذلك إذا توفرت الخصائص في أدناه في خطواتها :
أ-
تقود إلى نتائج محددة وإيجابية .
ب-
مرتبة بشكل يقود إلى تناول المهمة في أقل وقت وجهد .
ج-
توجه التلميذ إلى استخدام الاستراتيجيات فوق المعرفية .
د-
توجه التلميذ نحو استخدام الاستراتيجيات فوق المعرفية .
ه-
توجه التلميذ نحو استخدام الإجراءات أو المهارات أو الضوابط المناسبة .
و-
توجه التلميذ نحو عمل شيء واضح يدل على مدى جودة العمل .
ز-
يمكن للتلميذ القيام بها في وقت محدد غير طويل .
ح-
أساسية فلا تحتيو على خطوات غير ضرورية أو شروحات .
2-
التصميم :
ويُقصد به التي وضعت فيها الإستراتيجية عند تقديمها للتلميذ ، وتتصف خطوات
الإستراتيجية ذات التصميم الفاعل بالخصائص التالية :
أ-
تستخدم نظاماً يساعد على التذكر حيث يتذكر التلميذ المطلوب عمله وخطوات العلم .
ب-
تستخدم كلمات بسيطة ومختصرة .
ج-
تبدأ بكلمة تدل على فعل يجب أن يقوم به التلميذ .
د-
لا تتعدى سبع خطوات .
ه-
تستخدم كلمات غير معقدة وتكون مألوفة لدى التلميذ .
3-
الفائدة :
وتعني فائدة الإستراتيجية مدى مساعدتها للتلميذ في تحقيق الهدف الذي يستخدمها
لأجله ، وحتى تكون الإستراتيجية مفيدة يجب أن تتحقق فيها المعايير التالية :
أ-
تتناول مشكلة مألوفة ولكنها مهمة وراهنة يواجهها التلاميذ في أوضاع التعلم
المختلفة .
ب-
تتناول متطلبات يواجهها التلاميذ بشكل متكرر على مدى فترة زمنية طويلة .
ج-
قابلة للتطبيق عبر أوضاع ومواقف متنوعة .
أنواع الاستراتيجيات من حيث غرض
الاستخدام :
يقترح
1987 Ellis & Lenz
ست نواحٍ للمهارات ، علماً بأنه يمكن استخدام بعض المهارات في أكثر من ناحية :
1-
استراتيجيات
الترديد الذاتي : يستخدم التلاميذ الترديد الشفهي لحفظ المعلومة (
جدول الضرب ) ولكن هذا الترديد لا يسهل عملية المقارنة والربط بين المعلومات ، أو
يستخدمون الترديد البصري ( تصور المعلومات فكرياً ) لرفع مستوى إمكانية تعلم
معلومات جديدة .
2-
استراتيجيات
إعادة الصياغة : يقوم التلميذ بتحويل المعلومات إلى شكل جديد مع
التوسع فيها وإدخال المعلومات الجديدة على القديمة ، وذلك عن طريق التصور البصري
أو السمعي أو عن طريق صياغتها من جديد أو سؤال الذات ، أو تحويل العناوين الرئيسية
في الموضوع إلى أسئلة قبل الشروع في القراءة مما يسهل على القارئ البحث عن الإجابة
عليها أثناء القراءة .
3-
استراتيجيات
التنظيم
: ويدخل ضمنها تحوير المعلومات حتى يسهل دمجها مع بعضها البعض ، وهنا يستبدل
التعلم غير الفاعل بتعليم التلميذ كيفية الانهماك بفاعلية في عملية التعلم ، وتشمل
هذه الاستراتيجيات وضع المعلومات في مجموعات صغيرة , تعلم المعلومات الجديدة في
مجموعات ، لغرض تسهيل تخزينها في الذاكرة : أو يمكن أن يشمل تصنيف المعلومات تبعاً
للصنف أو وظيفة الشيء لتسهيل مهمة التذكر وتتطلب عملية التصنيف دمجاً أكبر
للمعلومات وسلوكاً فكرياً أعلى في المستوى مما تتطلبه عملية وضع المعلومات على شكل
مجموعات. كذلك من عمليات التنظيم الرتيب من حيث الأولية ، ويشمل ترتيب الوقت تبعاً
لهدف معين أو ترتيب المعلومات المطلوب تعلمها
.
4-
استراتيجيات
التذكر
: عادة تعتبر استراتيجيات التذكر نصفاً مستقلاً ، ويقترح 1987
Ellis & Lenz أصنافاً عديدة من استراتيجيات التذكر بما في
ذلك طريقة الكلمة التي تعتبر مفتاحاً وطريقة الحرف الأول ، ففي طريقة الكلمة يقوم
التلميذ بمقارنة كلمة جديدة غير مألوفة بكلمة مألوفة بكلمة مألوفة تشبهها في ناحية
ما مما يسهل استعادة الكلمة الجديدة بتذكر السابقة .
وتعتبر
استراتيجيات الحرف الأول من الاستراتيجيات المألوفة وغالباً ما تستخدم في تعلم
قوائم الكلمات ، فالغرض الأول من هذه الطريقة استخدام الحرف الأول من كل كلمة يلزم
تذكرها لتكون كحلمة لها علاقة بالفكرة الرئيسية للكلمة الأولى أو كلمة لها علاقة
بجميع الكلمات في القائمة كما هو مألوف في تعلم التجويد .
5-
استراتجيات
المراقبة
: تستخدم هذه الإستراتيجية لمساعدة التلميذ في مراقبة تقدمه نحو هدف قد تم وضعه ،
ففي الرياضيات مثلاً يمكن إعادة الجمع للتأكد من صحة الجواب ، وكذلك عمل قائمة
بالأشياء المطلوب إنجازها ثم الغاء الفقرات التي تم إحرازها فكلا النوعين مثال
لاستراتيجية المراقبة .
6-
إستراتيجية
الدافعية أو تشجيع الذات : ويمكن أن يشمل التحدث إلى الذات
تعليقات معينة كقول التلميذ : لقد حللت هذه المسألة بالشكل الصحيح ، لذا يمكن أن
أحل الباقي أيضاً ، لقد كان أدائي جيداً في الدرس الفلاني فأعتقد أنني بدأت أفهم .
7-
الأسس العامة
لتدريس الإستراتيجية :
إن التدريس
الاستراتيجي يساعد على إسهام التلميذ في عملية التعلم ، حيث إن التلميذ يرى أنه من
خلال تلك المشاركة يمكن أن يحقق أهدافه الشخصية ، فالتلميذ يسهم في صنع القرار
فيما يتعلق بما يتعلمه وسرعة التعلم. وحتى يتمكن التلميذ من اكتساب الاستراتيجية
وتعميمها لا بد من التدريس الفاعل للاستراتيجية والذي يبني على الأسس التالية : Lenz,
Ellis & Scanlon 1996 :
1-
يجب أن يلتزم التلميذ بتعلم الإستراتيجية وأن يفهم الغرض منها وفائدتها فهماً
تاماً .
2-
يجب وصف وشرح السلوك البدني والفكري الذي تغطيه الإستراتيجية وصفاً وشرحاً وافيين
.
3-
يجب توضيح كيفية استخدام نظام التذكير المدمج ضمن التدخل الإستراتيجية ، حيث إن
ذلك يسهل عملية تدريس الذات .
4-
يجب أن يفهم التلميذ العملية الداخلية في تعلم الإستراتيجية ، وأن يشارك في وضع
الهدف حتى يتوقع ويراقب تعلم الإستراتيجية .
5-
يجب تقديم نماذج متعددة للاستراتيجية حيث يجب إحراز التوازن بين الأنشطة البدنية
والفكرية الداخلة في الإستراتيجية .
6-
يجب أن يسهم التلميذ في توجيه عملية تدريس الإستراتيجية ، فبعد ما يقوم المعلم
بنمذجة كيفية إجراء معين يطلب من التلميذ القيام بنمذجة ما شاهده وسمعه .
7-
يجب أن يتم فهم الإستراتيجية وحفظها قبل البدء في التمارين على استخدامها .
8-
يجب أن تبدأ التمارين على الإستراتيجية تحت قيادة وتحكم المعلم وتختتم بممارسة
متقدمة ومستقلة .
9-
يجب استخدام نظام للقياس ليكون مرجعاً للمعلومات المستمرة التي تدل المعلم
والتلميذ على مدى فهم الإستراتيجية واستخدامها وعلى مدى مواجهة متطلبات الموقف .
10-
يجب أن يتلو اكتساب الإستراتيجية جهود معينة تشجع على تعميميها ن علماً بأن الجهود
الموجهة نحو التعميم يجب أن تتم طيلة تدريسها منذ البداية حتى النهاية .
كتاب
/صعوبات التعلم والاستراتيجيات المعرفية.
د/ابراهيم
مسعد ابو نيان.